آل إسعيد: «البلدية» ضحكت على الصيادين، وباركت ردم غابة خليج تاروت
صحيفة اليوم
- « حوار: أحمد المسري » - 7 / 11 / 2010م - 6:37 م
تعد جمعية صيادي الأسماك بالمنطقة الشرقية الأولى في المملكة والوحيدة بالشرقية من حيث النشأة فقد أسست قبل 40 عاماً من الآن لتقدم خدماتها للصيادين وتساندهم، ومنذ ذلك الوقت وتستهدف الجمعية تسويق أسماك الصيادين الأعضاء وفتح مراكز بيع الأسماك بالمفرق بأنحاء المملكة وغيرها من الأهداف الأخرى التي تصب في صالح الصياد ولم تبقَ أهدافها كما أنشئت نظراً لتبدل الظروف والأحوال، وغيرت الجمعية استراتيجياتها وسعت في الآونة الأخيرة للبحث عن سبل من خلال التنقل بين الدوائر الحكومية لمنع الردم والتجريف الجاري والذي أطلق عليه رئيس الجمعية الحالي «موت بطيء يغتال البيئة البحرية» إضافة لقضايا أخرى تهم الصيادين..
«اليوم» تحاور رئيس الجمعية حسن حبيب آل إسعيد والذي تسلم إدارتها في دورتها السابقة التي بدأت عام 1427هـ وحتى دورتها الحالية التي تستمر لنهاية 1434هـ المقبل حول أهم أنشطتها والعقبات التى تواجهها.. وإلى تفاصيل الحوار:
لائحة أساسية
كيف تأسست جمعية صيادي الأسماك بالشرقية؟
بادر كلٌّ من حسين حسن الخلف وعبد الله مهدي آل داوود وهما من أهالي مدينة صفوى بتقديم طلب إلى الملك فيصل بن عبد العزيز - يرحمه الله - لتأسيس الجمعية وبعد تقديم خطاب سجل فيه سبعة وأربعون مواطناً ممن يعملون بصيد الأسماك آنذاك وذلك عام 1392هـ وصدرت موافقة وزير العمل والشؤون الاجتماعية على تأسيسها في 3/9/1393هـ واعتمدت اللائحة الأساسية لها في 27/10/1401هـ وصدرت موافقة وزير العمل والشؤون الاجتماعية بتسجيلها في 29/12/1401هـ بناء على نظام التعاون الصادر بالمرسوم الملكي رقم 26 في 25/6/1382هـ وقد تم تسجيلها في سجلات الإدارة العامة للتعاون تحت رقم 151 ووقع بيانها التأسيسي اثنان وعشرون صياداً من أهالي مدينة صفوى.
إغلاق وفتح
هل تواصل عملها طيلة الفترة منذ إنشائها حتى وقتنا الحاضر؟
واصلت الجمعية عملها منذ إنشائها حتى أغلقت في عام 1417هـ لبعض الظروف الصعبة واستمر إغلاقها 10 أعوام متواصلة وافتتحت في عام 1427هـ بثوب جديد وحلة جديدة بحماسية وأعضاء جدد ليكون هناك انتخابات لاختيار أعضائها ولمدة 3 أعوام وكان عدد المساهمين آنذاك 184 مساهماً وازداد فيما بعد عدد أعضائها المسجلين.
تسويق أسماك
ما هو الغرض الرئيسي لتأسيس الجمعية؟
غرض تأسيسها حسب البيان التأسيسي هي تسويق أسماك الصيادين الأعضاء وفتح مراكز بيع الأسماك بالمفرق بأنحاء المملكة وتحسين أوضاع الصيادين وإدخال وسائل الصيد الحديثة. ويعتبر في الوقت الحالي المحافظة على البيئة البحرية من أهم أهداف هذه الجمعية حيث يعتبر الردم والدفن هنا وهناك الذي طال المنطقة والسواحل في الشرقية بمثابة «الموت البطيء الذي يغتال البيئة البحرية».
الجمعية الوحيدة
من الذين تولوا رئاسة الجمعية قبلك؟
تعاقب على رئاسة الجمعية كلٌّ من حسين بن حسن آل خلف وذلك قبل تسجيلها وعبد الله بن مهدي آل داوود من 1402 وحتى 1407 وماجد بن محمد آل علوي عام 1408 هـ ومحمد بن علي الزين من 1409 وحتى 1411 هـ وتعتبر الجمعية التعاونية لصيادي الأسماك بصفوى الوحيدة في المنطقة الشرقية، كما توجد جمعيات من هذا النوع في المملكة فهناك في منطقة مكة المكرمة وينبع.
أول دعم
اذكر لنا بعض الدعم الذي تلقته الجمعية من الدولة؟
لم تتلقَّ الجمعية منذ إنشائها أية مساعدات مالية من قبل وزارة الزراعة على الرغم من أن الجمعية تعتبر الأولى في المملكة من حيث النشأة، فيما تلقت من وزارة الزراعة سيارتين من طراز ايسوزو موديل 2010م وتسلمتهم بتاريخ 25/1/1431هـ وهذا يعتبر أول دعم للجمعية منذ إنشائها وبعد مطالبات ماراثونية استمرت طويلاً.
ميزانية ضئيلة
كم تبلغ ميزانية الجمعية؟
تعتبر الجمعية فقيرة إلى حد ما فهي تمتلك قطعة أرض قيمتها مليونا ريال ومبلغ 36 ألف ريال وسيارتين تعتبر منحة من وزارة الزراعة هذا العام ومستلزمات مكتبية خفيفة فقط.
إصدار تراخيص
هل هناك تواصل بين الجمعية والصيادين أو الجمعيات الأخرى؟
نعم هناك تواصل وعلاقات مع صيادي الأسماك الصغار الذين طالما ألقوا بهمومهم للجمعية وقامت الجمعية بمخاطبة المسئولين وحل قضاياهم ومثال ذلك فقد رفعت الجمعية في الفترة الأخيرة لـ18 صياداً خطابات لإصدار تراخيص لهم وتم تحقيق ذلك لهم بعد مخاطبة المسئولين كما توجد علاقات ببعض جمعيات الأسماك بالمملكة مثل جدة ومكة وثول وينبع.
عمل تطوعي
هل يتقاضى أعضاء الجمعية أجراً أو رواتب؟
جميع الكادر العامل في الجمعية لم يحصل على ريال واحد ولا يوجد لنا رواتب مقابل هذا العمل وما نقوم به من أعمال من ذهاب وإياب ومصاريف ومتابعات نقدمها لوجه الله تعالى وتصب لصالح البيئة البحرية والصياد وهذا بحد ذاته يكفي للمحافظة على ثروات الوطن ومهنة الآباء والأجداد.
الساحل الشرقي
ما هو محيط عمل جمعية صيادي الأسماك؟
الجمعية تخدم الصيادين المتواجدين على الساحل الشرقي للمملكة من محافظة الخفجي شمالاً وحتى سلوى جنوباً.
ردم السواحل
ما أبرز الانجازات التي قدمتها الجمعية؟
الجمعية قدمت 170 خطاباً لجهات حكومية وغير حكومية متعددة لوضع الحلول اللازمة لمنع ردم السواحل والذي أوصل بعضها باللقاءات المباشرة وتمت مخاطبة أمانة المنطقة الشرقية وحرس الحدود وجمعية حقوق الإنسان والهيئة الوطنية لحقوق الإنسان والحياة الفطرية والأرصاد وحماية البيئة وهيئة السياحة ومجلس الشورى والمجلس البلدي ووزارة الزراعة ووزارة الطرق والنقل وغيرها. كما قابل مجلس إدارة الجمعية وزير الزراعة 5 مرات لتسهيل أمور الصيادين المتعددة، واستطاعت حلَّ كثير من مشاكل الصيادين ووقفت معهم في قضاياهم، وتعكف الآن على إنهاء مسألة سكن الصيادين بمركز الفريع وغيرها من القضايا الأخرى كما يسرت السماح للصيادين بالدخول ليلاً للبحر في الجبيل والقطيف، وسعت أيضاً لتغيير مخطط الجسر البحري الممتد بين مدينة صفوى ومحافظة رأس تنورة ليمتد من الساحل للساحل بدلاً من أن يكون طوله 400 متر ليصبح طوله 3200 متر تقريباً، كما وزعت الجمعية 15 ألف نسخة «سيدي» على المسئولين والجهات الحكومية والأفراد يوضح أهمية شجر القرم أو المانجروف للحياة البحرية وأطلقت حملات إعلامية للتحذير من مغبة العبث مع السواحل والتي تعتبر ثروة وطنية وقامت بحملة تنظيف لغابة خليج شمال تاروت، كما سجلت موقفاً في الأزمة الأخيرة والتي عرفت بأزمة الديزل والتي أنهاها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية بحكمته المعهودة ومرت على خير وسلام للصيادين.
منظومة واحدة
لماذا لا تظهر في وسائل الإعلام مثل باقي أعضاء الجمعية؟
الجمعية مكونة من 6 أعضاء والمهام موزعة فيما بينهم فهناك القسم البحري والمتابع للردم والبيئة وهناك الإداري والمالي وهناك من هو مسئول لمقابلة المسئولين، والمشاكل الراهنة منصبة حول البيئة والردم والذي يعتبر أم المشاكل للجمعية وهذه المشكلة هي البارزة للإعلام والتي تهتم بها الصحف ونحن في الجمعية منظومة واحدة نعمل سوياً ونهدف جميعنا لإيصال البيئة والصياد للمثالية ما تمكنا.
قضايا متعددة
ما هي المشاكل التي تواجه الجمعية؟
هناك مشاكل عديدة وكثيرة فنجد أولاً: إن الجمعية حملت على كاهلها كثيراً من القضايا المتعددة ولكن في الفترة الحالية إني أعتبر الردم والتجريف للسواحل هو القضية الجوهرية للجمعية مع عدم نسيان القضايا الأخرى والعديدة فقد وقفت ضد عمليات الردم التي طالت كثيراً من سواحلنا بصمود والتي قضت على أشجار القرم أو المانجروف التي تعتبر الحياة البحرية وصمام الأمان لتكاثر الأسماك والرحم الذي لا ينضب لأنه تتكاثر عنده أكثر الكائنات البحرية فعملية الردم هذه تعتبر القضية الرئيسية للجمعية لأن الردم ستطال آثاره وتوابعه جميع الصيادين بلا استثناء بل يتعدى ذلك إلى المواطن بسبب قلة إنتاج البحر، مما يسهم بتغير الأسعار بسبب قلة الأسماك والروبيان لأن الردم سيقضي على البيئة البحرية برمتها والتي تعيش فيها الكائنات البحرية فالسواحل تعتبر هي الحياة.
مقر رئيسي
ثانياً: تعتبر قضية الأرض لإنشاء المقر الرئيسي للجمعية مشكلة أيضاً فإن الموقع للجمعية يعتبر مهماً جداً فالأرض نملكها ويشمل البناء 8 شقق و3 محلات تجارية ولا تزال قضية الأرض معلقة فقد أقمنا قواعد البناء منذ ما يقارب السنتين وتوقف البناء ولا نملك حالياً قيمة إكمال العمل ونطالب الجهات المعنية بمساعدتنا لعمل هذا البناء والمخطط المتكامل بعد إنفاق أكثر من 127332ريالاً لبناء ما تم من الأرض.
مجمع خدمي
ثالثاً: الجمعية طلبت أرضاً من وزارة الزراعة لإقامة مجمع خدمي متكامل وتم اختيار 3 مواقع وهي أرض على طريق الجبيل السريع بجوار محطة البدر وتم الاعتراض من شركة أرامكو كما اقترحنا أرضاً مجاورة لمخابز صفوى من الشمال على الطريق السريع وتم الرفض من الأمانة كما اقترح المثلث الذي يقع بين طريق الجعيمة وطريق الجبيل السريع والآن يجري متابعات للمعاملة مع ذوي الاختصاص حول الأرض ونتمنى أن يكون ذلك بأسرع وقت.
مواقع بحرية
رابعاً: تقدمت الجمعية بطلب تخصيص 4 مواقع بحرية لإقامة مزارع أسماك لتحقيق التوازن في الأسواق وتم رفض 3 منها من قبل شركة أرامكو ورفض الرابع من قبل وزارة المياه والكهرباء.
سوق صفوى
خامساً: طلبت الجمعية من البلدية هدم سوق السمك بصفوى وإعادة بنائه من جديد حيث يعتبر متهالكاً وأكل الدهر عليه وشرب لتنشيط حركة البيع والشراء إلا أن الطلب أحيل لإدارة الاستثمار ببلدية القطيف لطرحه في مزايدة عامة تحتاج مبالغ مالية طائلة ويبدو أنه أصبح في طي النسيان.
سادساً: طالبنا بصرف 50 بالمائة من راتب المدير التنفيذي للجمعية من عام 1429هـ الموثق بالميزانية ووافقت وزارة الشؤون لتقديم الدعم ولكننا لم نحصل على شيء بعد فما زال الأمر على الأوراق فقط وأنفقت الجمعية أكثر من 102 آلاف و600 ريال رواتب وأكثر من 21 ألفاً و540 ريالاً قيمة إيجار، إضافة لمتفرقات تقدر بحوالي 14 ألفاً و760 ريالاً وإجمالاً تقدر مصروفات العمومية والإدارية للجمعية في عام 1430هـ بأكثر من 71298 ريالاً.
ردم الغابة
ماذا تأمل الجمعية أو تطلب من الدوائر الحكومية؟
للجمعية مراجعات عدة ومطالبات في الدوائر الحكومية المختلفة فنطالب الأمانة وبلدية المحافظة بمنع التراخيص عند السواحل وتطبيق الأوامر السامية العديدة والموثقة ففي الأشهر الماضية قمنا بحملة بالتعاون مع البلدية والتي كان لها دور بارز في العملية شملت غابة شمال خليج تاروت وفوجئنا بعد شهور بعمليات ردم بالغابة نفسها بموافقة البلدية، كما نتمنى تخصيص موقع في مشروع سوق السمك الجديد الذي سيقام بمرفأ القطيف لأن أي مجمع خدمي يقام في المرفأ تستحق الجمعية إدارته وجزء منه وهذا بحسب القوانين المتبعة وما أبلغتنا به وزارة الزراعة.
تسهيل معاملات
كما نأمل من الدوائر الحكومية تسهيل معاملات الجمعية والتي تكون في الدوائر الحكومية فنجد التعقيدات ويطلب منا دراسات متعددة تكلف الجمعية مبالغ طائلة فالجمعية لا تملك رأس المال حتى تستطيع إقامة ما تود هي مثل تثقيف الصيادين وإقامة الدورات والندوات التي تسهم برفع كفاءة الصياد وتثقيفه فهذا كله يكلف مبالغ طائلة ليس للجمعية طاقة بها، كما نطالب المجلس البلدي بالقطيف تفعيل دوره أكثر والتحرك لصالح البيئة البحرية وتسجيل موقف جاد في هذا الصدد.. فكثير ما طرقنا بابهم ولكن لم نجد أي تعاون منهم.
عضوية الجمعية
كما ندعو الصيادين أنفسهم للدخول تحت عضوية الجمعية والاشتراك فيها.. فعدد المشتركين تقريباً 221 فرداً وزيادة العدد سيزيد أرباح الجمعية يفتح بوابة واسعة أمامها لفتح محلات تجارية لبيع المستلزمات البحرية على سبيل المثال بأسعار منخفضة للاستفادة من إعفاء الجمعية من رسوم الجمارك على السلع المستوردة من الخارج وبالتالي سينخفض سعر السلعة على الصياد نفسه ويعود عليه بالنفع التام.
مصنع ثلج
هل هناك أفكار تود الجمعية تحقيقها مستقبلاً؟
يوجد عدد من الأفكار التي تود الجمعية تحقيقها فالجمعية تطمح أن تبني الأرض وإنشاء محلات تجارية فيها لتمتلك بعدها عدداً من القوارب ومصنع ثلج وورشة تصليح القوارب والمحركات كما نطمح فتح محطة وقود وثلاجة للتخزين وتوفر الشباك وغيرها من الأمور الواجب توفرها للصيادين الصغار وبهذا تحتاج الجمعية لمبلغ 7. 5 ملايين ريال لإقامة عدد من المشاريع والتي تدعم الجمعية والصيادين على حد سواء، ونناشد وزارة الزراعة دعم جمعية صيادي الأسماك أسوة بما تقدمه من دعم للمزارعين، كما نأمل أن يكون هناك يوم جامع للصياد ومعرض دائم يحاكي مهنة الصيد ونطلق عليه «يوم الصياد مثلاً» ويكون ذلك في كل عام حتى نحافظ على تلك المهنة التي بدأت تغيب ويكون محلها الإحلال بالعمالة الأجنبية، وأتمنى أن يأتي يوم لا نرى فيه أي عامل أجنبي في البحر بعد أن أسرفوا في البيئة البحرية لما يقومون من تجريف داخل البحر، كما نتمنى من الصيادين أنفسهم التقيد بالأنظمة والتعليمات وعدم التجريف والمحافظة على البيئة البحرية وعدم تجاوز الحدود الإقليمية لعدم تعرضهم للحجز والتوقيف.