الملحم: 31 مليونا لإعادة بناء السوق وتطوير منطقة وسط الهفوف"القيصرية"..مول الأحسائيين القديم يعود في شكل جديدثمت علاقة حميمة تربط سكان الأحساء وزوارها بسوق القيصرية الشعبي،
فأبناء المنطقة يعتبرونه جزءا من تاريخهم، ما يجعلهم حريصين على شراء
احتياجاتهم منه، بينما يحرص زوار المنطقة من مدن المملكة أو الخليج على
زيارة السوق بهدف التبضع، أو لاعتباره معلما تاريخيا في المنطقة.
وقد لعب سوق القيصرية والذي أنشأ قبل مائتي عام، من الحجر الجيري والطين
دورا مهما في تطور المنطقة اقتصاديا، والسوق لا تقتصر على كونها سوقا
شعبيا فقط بل تمثل بالنسبة لأهالي الأحساء وزوارها إرثا حضاريا، إذ
يعتبرونها مركزا تجاريا مهما يتم من خلاله عقد العديد من الصفقات التجارية
بين تجار المنطقة والوافدين إليها.
وتضم سوق القيصرية والمقام على مساحة 6600 متر مربع، 420 محلا تجاريا
تصطف بطريقة منتظمة وترتبط فيما بينها بممرات ضيقة يسهل الانتقال فيما
بينها، وتعود ملكية تلك المحال إلى بلدية الأحساء بنسبة 40.7 في المائة
وعدد من المواطنين بنسبة 59،3 في المائة.
وتتنوع الأنشطة التجارية في سوق القيصرية بين بيع المشالح، العطور،
المواد الغذائية، الملبوسات الرجالية والنسائية، العطارة والأعشاب،
الأحذية، المفروشات، الساعات، إضافة إلى محال الصرافة ، الحلاقة الشعبية،
والمنتجات المحلية. ويحرص العديد من السكان على شراء احتياجاتهم من السوق
خصوصا في الأيام الأخيرة من شهر شعبان حيث تشهد منطقة وسط الهفوف التي يقع
فيها السوق توافد عدد كبير من المتسوقين من مدن الأحساء وقراها إلى جانب
عدد غير قليل من المتسوقين من دول الخليج المجاورة لشراء احتياجاتهم من
المواد الغذائية لشهر رمضان، كذلك في الأيام الأخيرة من الشهر الكريم حيث
يحرص العديد من المتسوقين على شراء ما يلزمهم للعيد من ملبوسات وأحذية
وعطور ومشالح وغيرها من المول القديم كما يحلو للبعض أن يطلق عليه.
وفي الرابع من شهر شعبان عام 1422، فقد أهالي الأحساء مركز تجارتهم وعصب
الحياة الاقتصادية بالنسبة لهم وذلك بعد الحريق الذي اندلع في سوق
القيصرية وتسبب في انهيار 80 في المائة من محالهم التجارية، حيث تسبب ذلك
الحريق في خسائر كبيرة للتجار قدرت بأكثر من 500 مليون ريال.
ونظرا للأضرار الكبيرة التي تعرض لها أصحاب المحال في السوق فقد صدرت
تعليمات الأمير بدر بن جلوي محافظ الأحساء بتشكيل لجنة تضم في عضويتها عددا
من المختصين من جامعة الملك فيصل وبلدية الأحساء وفرع الجمعية السعودية
للعلوم والعمران للنظر في وضع تصور حول خيارات التصاميم المناسبة لإعادة
إعمار السوق.
وأوضح المهندس عادل الملحم رئيس بلدية الأحساء بالإنابة أن البلدية بدأت
منذ عام تقريبا في إعادة بناء السوق من جديد وفقا لتصميمه السابق وبالمواد
التي تم بناؤه بها نفسها وهي الطين والحجر وخشب الدنجل، مع مراعاة أصول
السلامة الخاصة بالكهرباء والمياه وتوفير العوازل الخاصة بالحرارة والمياه،
ومراعاة الملكيات الخاصة والعامة، حيث ينتظر أن يتم الانتهاء من الأعمال
الإنشائية وافتتاح السوق الذي تتجاوز تكاليف إنشائه 13 مليون ريال منتصف
العام المقبل.
وأضاف الملحم أن البلدية اعتمدت أخيرا مشروع تطوير منطقة وسط الهفوف
والتي تشتمل تنفيذ عدد من المشاريع بتكلفة تتجاوز 18 مليون ريال منها:
تطوير طريق الملك عبد العزيز وتوفير مواقف على جانبي الطريق، إزالة بعض
المباني الخاصة بتحويلها إلى مواقف مثل مبنى الأسواق المقابلة لسوق
القيصرية ومباني سوقي الخضار واللحوم باعتبارها ملك للبلدية، إضافة إلى
استثمار الأرض التابعة للبلدية والواقعة خلف سوق الذهب، بإنشاء مجمع حديث
عن طريق أحد المستثمرين.
الجمعة
old هـ.
الموافق
24 أغسطس 2007
العدد
5065
http://www.aleqt.com/2007/08/24/article_105534.html?related