القارة رجال وتاريخ (وماذا يعني المشقر) ؟

القارة رجال وتاريخ (وماذا يعني المشقر) ؟

قرية (القارة) : بفتح القاف والراء بينهما ألف وآخره هاء .
هي إحدى القرى الشرقية بمحافظة الأحساء .
وسمّيت القارة بهذا الإسم نسبة إلى " جبل قارة " وهو الجبل الصغير الموجود داخل القرية ، الذي يسمّى الآن بإسم " جبل رأس القارة " .
أمّا الجبل المعروف اليوم بجبل القارة، فقد كان في السابق يسمّى " الشّبعان ".
وجاء في كتاب تحفة المستفيد قوله : " سمّي الشّبعان لكونه في وسط النخيل ،
وقد طوقته النخيل من جميع جوانبه ، فهو الشّبعان والريّان أيضاً ، وفيه
مغارات واسعة مرتفعة باردة في أيام الصيف " .
أمّا الجبل الصغير المسمّى الآن " جبل رأس القارة "، فهو الذي أُطلق عليه قديماً أسم جبل قارة.
قال أبو المنذر : " القارة جبيل بنته العجم بالقفر والقير وهو فيما بين الأُطيط والشّبعاء " .
وقوله إن هذا الجبل بنته العجم ، لا يقصد بناؤه بالكامل بل يقصد أن العجم
قاموا بنحت مغارة واسعة به وهي المغارة التي تعرف اليوم بـ" غار أبو البقر "
وكان هذا الجبل يعرف قديماً بـ(المشّقر) .
كما أن معنى قوله بناؤه بالقفر والقير ، أي بالزّبل " جمع زبيل " وهي
الأداة التي كانت تستخدم في نقل الحجارة التي تنتج عن عملية نحت المغارة ،
أمّا القير فهو المعروف بإسم " القار" أو " الزِّفت " ، حيث طلي سقف
المغارة به .
ثم قاموا بعد ذلك ببناء قلعة حول الجبل ، عرفت بحصن المشّقر نسبة إلى لونه
الأشقر، وأصبح المشّقر بعد ذلك أشهر حصون الجزيرة العربية .

ومن الأسماء التي أُطلقت عليه كذلك إسم " عطالة " و" تل المشّقر" نسبة للونه الأشقر .
فقد جاء في شرح ديوان طرفة بن العبد البكري : " المشّقر بيت منقور من حجارة بهجر " .
وكان المشّقر منزلاً لملوك كندة حكـّام هجر قبل الإسلام بوقت طويل ، وكان
الشاعر الجاهلي المشهور أمرؤ القيس ينزل بالمشّقر بهجر ، ثم أصبح مقرّاً
لقبيلة عبدالقيس التي سكنت هجر بعد ذلك .
وفي ذلك يقول يزيد بن المفرّغ الِحميَري :

تركت قريشاً أن أجاور فيهم

وجاورت عبدالقيس أهل المشّقر
وكانت توجد في أعلى جبـل رأس القـارة والذي كان يعـرف قديماً بإسم " عطالة "
أو " تـل المشّقر" ، كانت تـوجـد بـأعـلاه عيـن مـاء ، وهي المعروفــة
اليـوم بـ" عيـن الخسيف " ، وهذه العين قد حفرها الفرس منذ العصور القديمة .
قال إبن الأعرابي : " المشّقر مدينة عظيمة قديمة ، في وسطها قلعة على قارة
تسمّى عطـالة ، وفي أعـلاها بئـر تثقب القــارة حتى تنتـهي إلـى الأرض ،
وتـذهـب في الأرض " .
أمّا حول بناء قرية القارة ، فقد ذكرت آراء عديدة منها أن محمد بن عمران
العبدي ذكر أنّ كسرى أمر عـامله على هجر " هوذة بن علي الحنفي" أن يبني
مدينة بهجر ، فبنى حول تل المشّقر- جبل رأس القارة - مدينة عرفت بمدينة
المشّقر ، وأصبحت من أشهر وأعظم مدن هجر آنذاك .
وإن كنا نشك في صحة هذا الرأي لأن بلدة القارة (مدينة المشقر قديماً) بنيت
بعد بناء حصن المشقر مباشرة ، وحصن المشقر بني عام (20) للميلاد ، حسب
ماجاء في بعض السجلات العثمانية من قراءة تاريخ بناء الحصن للميلاد المكتوب
على جداره باللغة العبرانية ، أي قبل عصر هوذة الحنفي بعدة قرون .
وقال ابن الأعرابي : " المشّقر مدينة عظيمة قديمة ، في وسطها قلعة على قارة تسمّى عطالة " .
وقال ابن الفقيه : " المشّقر قصبة هجر ، وقيل المشّقر مدينة هجر وقاعدتها " .
وفي مسند الإمام أحمد " أن المشّقر أعز مدن هجر " .
وقيل : " المشّقر مدينة البحرين الأولى ، ومن أهم مدن عبدالقيس " . وكلمة "
قارة " تعني الجبل الصغير المنقطع عن الجبال ، وجبل رأس القارة كما ذكرنا
أنه كان يطلق عليه في السابق عدّة أسماء كـ" جبل قارة " و " تل المشّقر " و
" قارة عطالة " ، وكانت قرية القارة - مدينة المشّقر سابقاً - هي البلدة
الموجود بها القارة المعروفة بعطالة ، وبمرور الزمن أُختصر الإسم من بلدة
قارة عطالة إلى بلدة القارة .
ولاشتهار هذا الجبل الصغير أطلق الإسم على الجبل الكبير أي جبل الشّبعـان وحمل الإسم إلى اليوم .
وكان بجانب حصن المشّقر سوق من أشهر أسواق العرب قديماً يعرف بـ" سوق
المشّقر " ، وربما هو الذي أُطلق عليه " سوق هجر " ، يقام خلال شهر جمادى
الثانية فقط من كل عام ، ولعلّ سوق الأحد الذي يقام بالقارة حالياً خلال
يوم الأحد من كل أسبوع ، من بقايا ذلك السوق الشّهير ، وكان يقام قبل سنوات
قرب موقع سوق المشّقر القديم .
وقد قال عنها الشيخ علي البلادي القديحي في كتابه " أنوار البدرين " عند
الحديث عن الأحساء : " وينقل مستفيظاً أن في بعض قراها ولعلها (القارة)
آثاراً من زمن المسيح عيسى بن مريم (ع) " .
وقال المؤرخ الشيخ عبدالرحمن بن عثمان الملاّ في كتابه تاريخ هجر : " ولا
يزال السكان يعثرون بين الوقت والآخر في القارة وبهيته وما بينهما على آثار
ومسكوكات من عصور ضاربة في القدم ، مما يؤكد أثرية هذه المواضع وكيف كانت
آهلة بالسكان " .
وتميزت قرية القارة بكثرة العلماء والأُدباء الذين خرجوا منها ، وأقدم عالم
عرفناه من أهلها العلامة الشيخ أبونصر القاري ، وهو من أعلام القرن السادس
الهجري .
وقد زار القارة مؤلفا كتاب " رياض العلماء " المتوفى سنة 1130هـ، وقال عنها:
" هي قرية من قرى الأحساء ، وهي معمورة إلى الآن - أي إلى عصره - وقد دخلتها وكان فيها في الأغلب جماعة من العلماء " .

وبالنسبة لعدد منازلها فقد ذكر لوريمر في كتابه " دليل الخليج " أن عدد
منازل قرية القارة حوالي (300) منزل ، وهذا الكلام منذ أكثر من مئة عام .
وقدّر الرحالة الأمريكي فيدال عدد منازلها سنة 1372هـ بنحو (407) منزل .
وحسب إحصاء سنة 1410هـ بلغ عدد منازلها (833) منزل.

وبالنسبة لعدد سكانها فقد ذكر الشيخ حمد الجاسر في كتاب المعجم الجغرافي
للمنطقة الشرقية نقلاً عن إحصاء كتاب المسح أن سكان القارة يبلغ عددهم
(1600) نسمة ، وهو إحصاء قديم .
وقدّر الرحالة الأمريكي فيدال عام 1372هـ سكانها بحوالي (2000) نسمة.
وفي سنة 1380هـ بلغ تقدير عدد سكانها حوالي (1964) نسمة (حسب ما جاء في كتاب الموسوعة الجغرافية لشرقي البلاد السعودية ج 2 ص 189) .

وفي إحصائية عام 1410هـ بلغ عدد سكانها (7642) نسمة (حسب ما جاء في كتاب
الموسوعة الجغرافية لشرقي البلاد العربية السعودية ج2 ص 189) .
وفي إحصائية عام 1425هـ بلغ عدد سكانها (13857) نسمة.

منقوووووول

» هرمون «التيستوستيرون» يا رجال!!!