عدد المساهمات : 838 نقاط : 1544 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/08/2012
موضوع: إنشاء مقهى شعبي بالأحساء بتصميمات القرن الماضي الإثنين مارس 04, 2013 3:34 am
عدد 11715 صفحة الأحساء الثلاثاء 1426-06-06 هـ 2005-07-12 م
الحنين للماضي يتوهج.. إنشاء مقهى شعبي بالأحساء بتصميمات القرن الماضي حمزة بوفهيد ـ الهفوف
جلسة عربية
الواجهة الخارجية
اوانى لها تاريخ
عرفت المقاهي الشعبية منذ عقود طويلة وهي تمثل ملتقى مهما في حياة الكثيرين الذين يلتقون بعيدا عن زحمة العمل والالتزامات الاجتماعية الصارمة ، وهي تجمع المثقفين والتجار ، والشباب والشيوخ ، وهم يتبادلون الأحاديث حول قضاياهم الثقافية والاجتماعية ، والاقتصادية ، غير أن هذه المقاهي الشعبية اندثرت بالأحساء منذ زمن بعيد وحلت محلها المقاهي الحديثة ولكن الحنين إلى الماضي يجبر الكثيرين لمحولة رفض الواقع الحديث .
حنين للماضي وبدا حسن باقر آل حسين ( أبو هاشم ) رافضاً فكرة الحداثة متجها بكلياته إلى استرداد الماضي الجميل أو على الأقل ربط الماضي بالحاضر من خلال إنشاء قهوة شعبية تراثية من ناحية الشكل والمضمون بداية من تصميم البناء والمواد المستخدمة فيه إلى المأكولات الشعبية والأواني التي تقدم فيها لمرتاديها ، وتعتبر هذه القهوة هي القهوة الشعبية الوحيدة بالمحافظة ونتمنى أن تكون حافزاً لمشاريع مشابهة للحفاظ على ماضينا التليد، وقد ضمت القهوة الشعبية متحفاً شخصياً احتوى على الكثير من الأدوات القديمة المتنوعة التي اشتهر أهالي الأحساء باستخدامها في الأزمان الماضية ، وما أن دخلنا المقهى حتى شممنا رائحة تاريخ وحضارة الآباء والأجداد تفوح من كل زواياها وشاهدنا روعة وجمال هندسة البناء القديم الذي يجسد عراقة وأصالة هذه المحافظة.
بداية الفكرة ويبين حسن باقر أل حسين: انطلقت فكرة إنشاء قهوة شعبية من حبي للتراث منذ وقت مبكر وتعلقي بكل ما هو قديم ففي البداية كانت القهوة عبارة عن جلسة شبابية مقتصرة على الأصدقاء و المقربين ثم تطورت هذه الجلسة إلى قهوة ومتحف شعبي صغير يعبر عن ماضي الأحساء الأصيل وبعد دراسة الفكرة ، عملت التصاميم الخاصة بالبناء بجهود شخصية وقد اجتهدت بمماثلته بعدة مبان عريقة في كل من الكوت القديمة بالهفوف والنعاثل و الفريج الشمالي وقرية القرين وبعد اكتمال التصميم جاء دور التنفيذ حيث تم البناء على أيدي ( خبراء بناء ) من المحافظة وكانت لهم خبرة كبيرة في هذا المجال فقد كانوا ( أساتذة بناء في السابق).
المواد المستخدمة في الإنشاء ويقول : كل المواد التي استخدمناها في بناء هذا المقهى هي المواد نفسها التي كانت تستخدم في السابق حيث حصلت على أغلبها من بيوت مهدمة من منطقة الكوت بالهفوف حيث تكثر البيوت القديمة هناك حتى الطين والجص الذي استخدمناه هو من بيئة الأحساء وقد راعيت في البناء والتصميم الطراز القديم بدقة متناهية وتفاصيل و خطوط كانت موجودة في كل بيت حساوي آنذاك وفي مرحلة البناء لم نستخدم أي آلة حديثة حتى يكون المشروع فيه الكثير من الواقع الذي ورثناه من أجدادنا فكانت النقوش جميعها يدوية ، ويضيف بأن البناء استغرق مدة سنة كاملة وجهد كبير واستخدمنا خشب الكندل والباسكيل والبواري والحصر والنوافذ والأبواب القديمة وهذه مواد نادرة في هذه الأيام وغالية الثمن مما زاد من الكلفة الإجمالية لبناء القهوة التي وصل إلى 700 ألف ريال. ويشير إلى إن القهوة شعبية في تصميمها ومحتوياتها حيث تتكون من ساحة كبيرة تحيط بها البوارق والأروقة الجانبية والبرستي ، وقد تم تصنيع الكراسي والطاولات بنفس الحجم والألوان المستخدمة سابقاً.
أما عن أواني الطعام فأكد أن جميعها فخارية ونحاسية قديمة و يحضر الطعام في مطبخ تراثي مستخدمين الحطب للطبخ وطباخين أحسائيين لهم خبرة واسعة في تحضير الوجبات الشعبية مثل الهريس والجريش والمفلق والرز الحساوي والباجله واللبلبي وغير ذلك من المشروبات الساخنة والباردة حتى الماء الذي نقدمه للزبون مبرد بطريقة قديمة بواسطة المساخن.
متحف شخصي وفيما يتعلق بالمعرض الشخصي التي تحويه القهوة يقول أبو هاشم أنه متحف يضم الكثير من المقتنيات المتنوعة جمعتها خلال ثمان سنوات فقد اشتريتها من مدن وقرى الأحساء واشتملت على العديد من القطع الأثرية القديمة التي كانت تستخدم في الحياة اليومية في البيوت أو أدوات الفلاحة ومن ضمن المحتويات المعروضة ــ المنسف الذي كان يستخدم سابقاً لتنظيف الحبوب من الشوائب ، والسفرة المصنوعة من الخوص التي تستخدم لتناول وجبات الطعام حيث تتجمع الأسرة بكاملها حول المائدة ، وأنواع كثيرة من مرشات مياه الورد والعصور ، والسقا لخض اللبن ، وعدة النجارة ، وأواني فخارية ونحاسية ، والميزان المعدني لوزن الثلج ، و ميزان بوقفه لوزن الحبوب ( يسمى بميزان الأرزاق ) وصندوق السيسم التي يستخدم لحفظ ملابس العروس ، والمحقان والمباخر ودلال القهوة ومحماس القهوة و المشخال ومدق الحبوب والهاون والكثير من الأدوات. ويوجد مجسم كبير لرواق القيصرية يحاكي واقع القيصرية قبل هدمها.
شكر لابد منه ختاماً أبو هاشم يشكر هيئة التراث العمراني بالأحساء التي دعمته وشجعته على هذه الخطوة ويطلب من بلدية الأحساء التعاون معه لأن ذلك حسب قوله يخدم المنطقة ويجذب السياحة لها خاصة أن مرتادي المقهى في ازدياد حيث يأتي الزوار من دولة الكويت ودولة قطر ثم قال: من هنا أوجه رسالة للكل من يحب التراثوالمحافظة عليه أن لا يبخل علينا بالدعم المعنوي خاصة من لجنة التنشيط السياحي بالأحساء والجهات المعنية .