( حساكم - عبداللطيف المحيسن )
عندما
تذكر الأحساء تاريخيا فالحديث يكون على شرق الجزيرة العربية , الا ان
الدلالة الحالية للمسمى تعني جنوب المنطقة الشرقية بمساحة نصف مليون
كيلومتر مربع تقريبا تعادل ربع مساحة المملكة بواحة وصحراء وسواحل طويلة
على الخليج العربي ومنافذ مع قطر وعمان والإمارات بالزراعة( نخلة لخلاص
والرز الحساوي والرمان السواري والبرسيم والإترنج والنبق والحناء ) والطيور
( البلبل والعصفور والشولة وايمام والبط والأوز والطير الحساوي والحبارى
والزبل ) والأسماك ( من العقير وسلوى الكنعد والشعري والعندق والميد ) ,
بانسانها في الحضر والريف والبدو , بالبترول والغاز( الغوار وخريص وحرض
والشيبة وغيرها من الحقول) والدولمايت والجبص , بمناطق استيطانها الهفوف
والمبرز والعمران والعيون والجفر والجبيل والطرف والحليلة والقارة والشعبة
والكلابية والمراح والمنصورة والمنيزلة والفضول وواحة يبرين ولا مقام للسرد
.
بعيونها
لخدود والجوهرية والحوار والحارة وباهلة واللويمي بجبالها وتلالها القارة
بكهوفه وابو حصيص والشبعان وابو الدلاسيس وجبل الأربع بآثارها تلة قريمط
وتلة ابو الحصى وعسلج وعين قناص و قصر ابراهيم باشا وقلعة صاهود والوزية
وخزام والمحيرس وجامع البطالية وآثار التهيمية ومسجد جواثا والجبري آثار
ميناء العقير, بمتاحفها متحف الأحساء و الخليفة وعبد الله الذرمان والنعيم
والعيسى ابو هاني والشايب بمركز النخلة بجامعاتها الفيصل والشريعة والعربية
وبكلياتها الصناعية والطبية والسياحية والمتخصصة وبمؤسسات المجتمع المدني
بغرفتها التجارية ومدنها ومناطقها الصناعية الثلاث , بمطارها ومحطة سكة
الحديد ومحطة النقل الجماعي بجمعياتها الخيرية ومراكز الأسرة والمعوقين
والمتقاعدين والتخصصية ونواديها الرياضية ونادي الفروسية وميدان سباق الهجن
ونادي الطيور وجماعات التصوير والخط العربي والمسرح ولجان التنمية بجمعية
الثقافة والفنون والنادي الأدبي وبالجمعيات العلمية علوم العمران وجستن
والحاسبات وغيرها, بمنتدياتها الفكرية ومجالسها العامرة ملتقى المشهد
وأحدية المبارك ومنتدى الينابيع الهجرية ومقهى الأحساء الثقافي بجمعية
الثقافة ومنتدى ومركز الملك عبد الله للثقافة والفنون المعيلي ومنتدى
بوخمسين ومنتدى النعيم ومنتدى بوحنية ومنتدى الحبابي ومنتدى المنصورة
ومنتدى الدريبي ومنتدى النور النسائي , بمهرجاناتها حسانا فلة وهجر وربيع
الأحساء والأسر المنتجة وبمعارضها الفنية في الفنون التشكيلية والرسم
والنحت ورسومات الاطفال والأزياء .والمؤتمرات العلمية التي تعتبر موردا
هاما في جميع التخصصات بدورياتها من مجلة الأحساء الى الملتقى الصناعي
ومجلة الشؤون الصحية وباب الخير ومجلة الفيصل العلمية وجريدة جامعة الملك
فيصل والمشقر فضلا عن حضور بجميع الصحف على رأسها اليوم وعندما تستهدف
الأحساء وجهة سياحية ويشكل مجلس خاص بالسياحة بها فليس ذلك بمستبعد لتكامل
المقومات او الامكانات الترفيهية ومنها
المرافق السياحية في المستوى الملموس وتشمل هذه العناصر ما يلي:
المسطحات
المائية والشواطئ : وتعد من اهم المقومات السياحية والترويحية والاحساء
غنية بواجهة بحرية تمتد لاكثر من 230 كم فضلا عن المسطحات المائية الداخلية
والينابيع ويمكن ان يقام عليها العديد من الانشطة مثل الاستجمام والسباحة
والتجديف والغطس والرياضة المائية ومغامرات التجول حول المسطحات المائية
وبامتداد محيطها واقامة معسكرات التخييم والشاليهات والمدن الترفيهية
والخدمات التجارية واستغلال خاصية عين نجم العلاجية بتحويلها الى مستشفى
للامراض ومتنزه ترفيهي حديث وتحويل العيون المائية الاخرى الى مسابح رجالية
ونسائية متطورة.
المتنزهات
والمسطحات الخضراء: وتعد من العناصر المهمة لتنفيذ العديد من الانشطة
كالمخيمات وحدائق الحيوان والحدائق المائية والاستراحات ومشاهدة البيئة
الفطرية والطبيعية من نباتات وطيور وانشاء ملاه للاطفال وتنفيذ البرامج
الترويحية والثقافية والمهرجانات الشعبية مع تجميلها بالمجسمات الجمالية
والشلالات والنوافير والبحيرات الصناعية.
الجبال
والتلال والهضاب : ويمكن تطويرها لتستوعب العديد من الانشطة مثل التسلق
على الجبال والقفز من اعلى والطيران الشراعي والتسلق وتركيب العربات
المعلقة عليها واقامة سباق للدراجات حولها والمشاهدة من أعلى مع اقامة
المطاعم والاستراحات فوقها وبناء الغرف السكنية في كهوف جبل القارة .
المواقع
الأثرية: وتضم العديد من اشكال العمارة كالعمارة العسكرية المتمثلة في
القلاع والقصور والعمارة الاسلامية في المساجد والعمارة الريفية والمحلية
في القرى والارياف والاسواق ويمكن تسخيرها للاعمال التمثيلية ببناء الاحياء
الشعبية بداخلها ومختلف مظاهر الحياة في الماضي واقامة المعارض التراثية
فيها وتحويل بعضها الى متاحف للتراث.
التراث
المحلي: وهو مزيج من العادات والحرف والصناعات المحلية التي تميزت بها
الاحساء كصناعة الفخار والذهب والمشالح وصناعة منتجات النخيل والمنتجات
الزراعية وخلافها ويمكن تخصيص مجمع يجمعها ويحافظ عليها من الاندثار.
كما
ان الكثافة السكانية في المحافظة تعد عاملا مشجعا على تسويق انتاج المصانع
والشركات لو انشئت والموقع الجغرافي للاحساء يؤهلها لتحقيق الجذب السياحي
حيث تعد حلقة وصل بين دول مجلس التعاون الخليجي وباقي مناطق المملكة
وتربطها معها شبكة حديثة من الطرق والمواصلات وهذا الموقع الاستراتيجي لها
يعتبر عاملا مشجعا للاستثمارات سواء السياحية او الصناعية والاحساء متميزة
بأهميتها التاريخية حيث احتضنت العديد من الحضارات الضاربة في القدم
وبالتالي فهي غنية بالمعالم التاريخية والمواقع الاثرية التي تحتاج للمزيد
من اعمال البحث والتنقيب ونتيجة لتعاقب الحضارات التي توالت على الاحساء
ازدهر الكثير من الحرف التي لاتزال منتجاتها تعرض في الاسواق الشعبية حتى
الآن.
المواقع السياحية
جبل
القارة : وهو أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الاحساء وقد عرف منذ
تاريخ قديم بجبل (الشبعان) ويبعد عن الهفوف حوالي 12 كم وسط الواحة الخضراء
ومساحة قاعدته 1400 هكتار ويتكون من صخور رسوبية ويتميز بكهوفه ذات
الطبيعة المناخية المتميزة فهي ليست مجرد تكوين صخري فريد بل تخالف اجواء
الطقس السائدة خارج الجبل فهذه الكهوف باردة صيفا دافئة شتاء وقد عمدت
بلدية الاحساء الى تحسين بعض المواقع حوله وانارة كهوفه وتحسين مداخله
ويتبع الجبل رأس (القارة) وهو قمة صخرية وسط بلدة القارة وكذلك جبل (ابو
جيص) وكلها مواقع تمت دراستها استثماريا وقد تم توقيع العقد مع شركة احسانا
لتطويره والاستغلال لها بشكل امثل كالتسلق والتلفريك والمظلات إضافة إلى
إقامة مجموعة من المطاعم حول الجبل وفي الاونة الاخيرة ارتسمت في مؤشرات
الاكتمال .
شاطىء العقير
وقد
عرف بمناسبة المياه فيه لرسو المراكب التي كانت تفد اليه من الدول ذات
الاتصال التجاري بالمنطقة حيث كانت المؤن تصل الى الاحساء ونجد وعدد من
المناطق في المملكة عبر جمرك ميناء العقير الذي اعتمدت المملكة في بداية
توحيدها على منشآته لجمركة البضائع الواردة الى المملكة وقد توقف العمل فيه
بعد توسع اعمال تصدير النفط من الموانئ الحديثة ويجري العمل حاليا على
تحويله لواجهة بحرية ومتنزه سياحي وشاطئ حديث ليؤدي دوره السياحي والترفيهي
لخدمة المحافظة بالصورة المنشودة مما سيساعد على الجذب السياحي وقد شكل
موضوع شراكة بين الامانة والهيئة العامة للسياحة والاثار للتطوير ردود
افعال كثيرة حيث يجري حالياً الإعداد لطرح مشروع تطوير العقير من قبل
الهيئة والتي توليه اهمية بالغة؛ كون العقير أول وجهة سياحية يتم العمل على
دراسته وتطويره بشكل شامل على مستوى المملكة, ويلاحظ في الفترة الأخيرة
تزايد اعداد الزائرين للشاطئ حيث انه يستقبل معدلات عالية من الزائرين تصل
إلى 20 ألف زائر في بعض الأيام خصوصا المناسبات العامة كالأعياد وايام
نهاية الأسبوع وقال مدير ادارة الحدائق بامانة الاحساء المهندس المعيلي ان
الامانة قامت بالبدء في المرحلة الثانية في تطوير شاطيء العقير بزراعة
وتغطية حوالي 270 ألف متر مربع من الاراضي بالمسطحات الخضراء و زراعة 2000
وحفر 6 ابار من المياه وتزويد الشاطيء بعدد من الألعاب وعمل صيانة كاملة
لجميع مرافق الشاطيء .
متنزه الاحساء الوطني
اقيم
هذا المتنزه عام 1382هـ كمصد للرمال الزاحفة وقد تحولت فكرته فيما بعد الى
متنزه بعد نمو اشجاره بشكل كثيف وتتوزع مصداته على مساحة 4500 هكتار
وتتولى ادارته حاليا العمل على تحسين مواقعه وتطوير حدائقه ووحداته السكنية
وانشاء برك سباحة وملاه للاطفال ومظلات وعربات معلقة ومضمار لسباق الخيل
وآخر للدراجات وكذلك الاستمرار في استزراع العديد من الاشجار الجميلة ويعد
هذا المتنزه غابة طبيعية توفر لزوارها الاستجمام والراحة وتنظم بعض الجهات
الرسمية والخاصة زيارات ورحلات مستمرة له بالتنسيق مع ادارته ويتبعه متنزه
مسجد جواثا بقرية الكلابية ومتنزه الشيباني بقرية القارة ويقع على مساحة
شاسعة وتفترش ارضه المسطحات الخضراء وتكثر فيه الاشجار الكثيفة ويتوافر فيه
مسبح وألعاب للاطفال وبعض الخدمات التجارية. وقد حظي متنزه الاحساء الوطني
باهتمام كبير من قبل ادارة المتنزهات حيث تم توقيع عقد تنفيذ المرحلة
الأولى من مشروع الزراعة والتشجير لمساحة 5 كيلو مترات بعرض 100 متر في
الجهة الشمالية الشرقية من المتنزه العام شرق مدينة الهفوف ، واشار مدير
المتنزهات بالاحساء المهندس الحمام الى ان المشروع يتضمن تسوية المساحة
وزراعتها بـ 10 آلاف شتلة متنوعة من أشجار البرسوس والأثل وشجرة الأراك
التي تتلاءم ضروبها مع تغيرات وطبيعة الجو بالمحافظة ، وأوضح أنه تم مؤخرا
توفير الكثير من الألعاب التي تتناسب مع مختلف الفئات العمرية من الزوار
وإضافة عدد من دورات المياه والمظلات للعوائل والعزاب وزيادة المسطحات
الخضراء في جهات مختلفة من مساحة المنتزه العام
جبل الاربع:
وهو
عبارة عن تلال صغيرة تبعد عن الهفوف 20 كم نحو طريق قطر الدولي ويرتاده
هواة الرحلات البرية وتقام بالقرب منه سباقات الخيل ضمن انشطة نادي
الفروسية اضافة الى مضمار آخر لسباقات الهجن يسمى مضمار (الجزيرة).
المتحف
: نظرا لاهمية هذه المحافظة تاريخيا وجغرافيا واثريا قامت ادارة الآثار
بانشاء متحف فيها عام 1403هـ يعد ضمن المتاحف الستة بالمملكة وقد اقيمت هذه
المتاحف لخدمة المناطق التي تتسم بأهمية أثرية وحضارية في اطار برنامج
لحفظ الآثار ودراستها وتيسير الوصول اليها للجمهور ويقع هذا المتحف في
مدينة الهفوف حي الصالحية ويحتوي على قاعات عديدة لعرض تاريخ الاحساء عبر
مختلف العصور الحجرية والعصر الاسلامي وكذلك صور واقعية عن انجازات العهد
السعودي الزاخر بالعطاء ويحتوي ايضا على ألوان من التراث الشعبي وقاعة
للصور ومكتبة واجنحة يعرض فيها بعض هواة الآثار مقتنياتهم.
وأهم
آثارها مايلي: مسجد جواثا : وهو ثاني مسجد اقيمت فيه صلاة الجمعة في
الاسلام بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قصر ابراهيم : ويقع بحي
الكوت بالهفوف وبداخله مسجد مشيد على الطراز الاسلامي المقبب يرجع بناؤه
الى سنة 975هـ .
قصر خزام: وشيد عام 1220 هـ وهو عبارة عن قلعة حربية تقع غرب مدينة الهفوف.
قصر
صاهود: وقد تم بناؤه في الفترة التي شيد فيها قصر خزام وهو عبارة عن قلعة
حربية انشئت لغرض حماية الحاضرة من البادية. كما يوجد في الاحساء بقايا
قصور منها قصر (المحيرس) في المبرز وقصر (المجصة) بالطرف وقصر (الوزية)
وبقايا قصر (أجود بن زامل) في المنيزلة وبعض قلاع الحراسة على طريق العقير
وكذلك يوجد بحي الكوت منزل الشيخ عبداللطيف الملا (منزل البيعة) الذي اسس
سنة 1203هـ وشهد قدوم الملك عبدالعزيز في ليلة 5/5/1331هـ لفتح الاحساء
وبات في احدى غرفه التي شهدت اول لقاء بين الملك عبدالعزيز والشيخ
عبداللطيف الملا ومن ثم مبايعة اهالي الاحساء له ولم تطلع الشمس حتى بايع
سكان الهفوف كافةً الملك عبدالعزيز في هذا المنزل الذي يعد نموذجا للعمارة
التقليدية في المحافظة.
منطقة
يبرين: وتقع على مشارف الربع الخالي وهي ضمن حدود المنطقة الشرقية وتابعة
لمحافظة الاحساء حيث تقع جنوب غرب الهفوف وتبعد عنها حوالي 250كم وبها
شواهد تاريخية تعود لعصور ما قبل التاريخ بمختلف فتراته القديم والاوسط
والحديث وقد قامت ادارة الآثار بمسح المنطقة خلال موسم المسح الاثري
بالمنطقة الشرقية عام 1395هـ وبلغ عدد المواقع بها 62 موقعا اثريا ووجدت
فيها دلائل الاستقرار خلال الألف الثالث والثاني والأول قبل الميلاد تمثل
الدور البرونزي والحديدي.
المساجد القديمة
يوجد في الاحساء الكثير من المساجد والجوامع القديمة التي يعود تأسيس بعضها الى عدة قرون خلت ومنها ما يلي:
مسجد الجبري : ويقع في حي الكوت وقد أسسه في الربع الاول من القرن التاسع الهجري (سيف بن حسين الجبري).
مسجد الدبس : ويقع في حي الكوت وقد أسسه الوالي العثماني (محمد باشا فروخ) سنة 963هـ.
جامع القبة : ويقع داخل قصر (ابراهيم) وقد أسسه والي الاحساء العثماني (علي بن احمد بن لاوند البريكي) سنة 979هـ.
جامع فيصل : ويقع بحي النعاثل وهو اكبر مساجد الهفوف وقد اسسه الامام فيصل بن تركي سنة 1272هـ.
العيون المائية
مما
يميز الاحساء كثرة العيون المائية فيها والتي تبلغ 30 عينا طبيعية التدفق
كانت تمد الواحة الزراعية بالمياه عبر مجموعة انهر وجداول تشكل في مجملها
شبكة الري التقليدي في الاحساء قبل اقامة مشروع الري والصرف الذي يعد اكبر
مشروع في الشرق الاوسط واشهرها عين أم سبعة وعين الحارة وعين الجوهرية وعين
الخدود وعين الحقل وعين باهلة وعين برابر وعين البحيرية وعين القريات وعين
النجم الكبريتية التي تمتاز مياهها بخاصية علاج بعض الامراض وبسبب كثرة
الاقبال على السباحة في هذه العين قامت بلدية المحافظة بانشاء متنزه حولها
تبلغ مساحته 9500 متر مربع مشمول بمختلف الخدمات ويتميز بعض العيون في
الاحساء بمعاكسة درجة الحرارة فمع ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف تكون
باردة ومع انخفاض درجة الحرارة في فصل الشتاء تكون دافئة ويجتذب هذا
الاختلاف في درجات الحرارة هواة السباحة من الشباب وكبار السن على السواء.
http://hassacom.com/news-action-show-id-5581.htm
تم إضافته يوم الأربعاء 03/02/2010 م - الموافق 19-2-1431 هـ الساعة 5:05 صباحاً